بقلم الداعيه الاسلامي الشيخ وائل ابو جلال
قال النبي صلى الله عليه وسلم :- ( تَهَادُوا تَحَابُّوا ) .
الهدية سنة نبوية، ومَظْهر حب، ومبعث أُنْس، تـُقرِّب البعيد، وتصل المقطوع، وتشق طريق الدعوة إلى النفوس، وتفتح مغاليق القلوب، وتبذر المحبة بين الناس، وقد حرص النبي – صلى الله عليه وسلم – على تشريع كل ما مِن شأنه أن يؤلف القلوب، فالهدية من هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي حض عليها حيث قال: ( تَهَادُوا تَحَابُّوا) رواه البخاري في الأدب المفرد، ومالك، وصححه الألباني .
وقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم ـ يهدي، ويقبل الهدية ـ القليل والكثير ـ، ويثيب عليها، ويرغب فيها، وكان يقول: ( لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِىَ إِلَىَّ ذِرَاعٌ أو كراع لَقَبِلْتُ ) رواه البخاري، والكراع: مستدق الساق من الغنم والبقر العاري من اللحم .
قال ابن بطال: ” حض منه لأمته على المهاداة، والصلة، والتأليف، والتَحابِ، وإنما أخبر أنه لا يحقر شيئاً مما يُهدى إليه أو يدعى إليه، لئلا يمتنع الباعث من المهاداة لاحتقار المُهدى، وإنما أشار بالكُراع إلى المبالغة في قبول القليل من الهدية ” .
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه :- ( كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقبل الهدية، ولا يأكل الصدقة) رواه أبو داود .
قال الحافظ ابن حجر: ” والأحاديث في ذلك شهيرة “.
ويقول ابن عبد البر :- ” رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان لا يأكل الصدقة وكان يأكل الهدية، لما في الهدية من تآلف القلوب، والدعاء إلى المحبة والألفة، وجائز عليها الثواب، فترتفع المِنَّة، ولا يجوز ذلك في الصدقة، وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقبل الهدية ويثيب عليها خيراً منها، فترتفع المنة ” .
وأخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – أن الهدية من خير العمل عند الله، وأنها تعدل في أجرها عِتق الرقبة، فعنالبرآء بن عازب ـ رضي الله عنه ـ: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ( من منح منيحة ورق (دلَّ على الطريق) كان له كعتق رقبة ) رواه أحمد .